17 - 07 - 2024

مؤشرات | زعيم فاجنر ويبقى سؤالنا ..من حدد مستقبله؟

مؤشرات | زعيم فاجنر ويبقى سؤالنا ..من حدد مستقبله؟

في أعقاب تمرد وانقلاب مؤسس مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين وقواته.. كتبت مقالين الأول بعنوان (مستقبل "فاجنر" و"يفجيني بريجوجين" غامض وفي يد بوتين) والثاني بعنوان ("بوتين" و"فاجنر" ومرحلة فقدان الثقة).

في المقال الأول : قلت بعد الأحداث الدراماتيكية من تمرد رئيس شركة فاجنر "يفجيني بريجوجين"، على الرئيس والجيش الروسي، وتحريك قواته من "المرتزقة" في اتجاه موسكو ، تحت زعم تحقيق ما أسماه بـ"العدالة"، ثم تراجع  " يفجيني" وقواته من الإتجاه إلى موسكو إلى تمركزها مرة أخرى في أماكن القتال، وإقامة رئيس فاجنر في بيلاروسيا".

وقلت (ما جرى أنهى الثقة التي وضعها "فلاديمير بوتين" في "يفجيني بريجوجين"، وتقطعت كل حبال التواصل حتى لو جلس الإثنان وتعهدا بالتعاون مجددا، وفق السياسات المتفق عليها من عام 2014، خصوصا أن "بوتين" وصف ما جرى من حليفه رئيس "فاجنر" بأنه خيانة، حيث قال إن "خيانة" قوات فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، "وأي أفعال تمزق وحدتنا" هي "طعنة في ظهر بلادنا وشعبنا).

وانتهيت بالقول (أعتقد أن ما جرى من قوات "فاجنر" أثبتت أن "المرتزقة ليس لهم عهد، وأن الاعتماد عليهم في الحروب محض مخاطرة، لكونهم يمكن شراؤهم، وشراء ولائهم، ورغم أن رئيس فاجنر انتقل للإقامة في بيلاروسيا، وفقا لوساطة الرئيس البيلاروسي، فإن الأزمة لم تنتهي بعد وفقدان الثقة سيكون حاسما في مستقبل رئيس قوات "المرتزقة" .. والقرار سيكون في أيدي موسكو وليس غيرها.

وفي المقال الثاني قلت (لا أعتقد أن ملف " قوات مجموعة فاجنر العسكرية وقائدها "يفجيني بريجوجين" قد انتهي، أو أٌغلق، بل بالعكس فإنه بدأ من جديد ولمرحلة جديدة كليا، لأن انتقال هذه القوات "المرتزقة" مهما كان عددها، من روسيا إلى بيلاروسيا، هي بداية النهاية لهذه القوات).

وذكرت في نفس المقال (ومن هنا يطرح السؤال نفسه، ما هو مستقبل "فاجنر" ورئيسها "يفجيني بريجوجين"؟.. الإجابة ستكون عند القيصر الرابض في الكرملين، "فلاديمير بوتين"، ونرجع خطوة للوراء قليلا ولتصريحات قالها رئيس بيلاروسيا "ألكسندر لوكاشينكو" يوم الثلاثاء 27 يونيو، أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد مجموعة فاجنر، خلال تمرّده الفاشل).

وأشرت إلى  ما قاله الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" في التفاصيل التي ألقاها أمام مسؤولين بيلاروس ونشرتها قناة شبه رسمية للرئاسة البيلاروسية في فيديو على تطبيق تليجرام "قلت لبوتين يمكننا قتله،.. ليست مشكلة إما في المحاولة الأولى أو الثانية، لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك"، وقلت لبوتين "تمهل في تصفيته".

وانتهيت للقول (وفي ضوء كل هذا فلاشك أن مستقبل وموقف فاجنر وقائدها "يفجيني" سيبقى رهن تقييم وتقديرات "بوتين" ومن حوله، وكيفية تجنب تكرار هذا النوع من التمرد، بغض النظر عن رد الفعل المتوقع).

وبعد حوالي شهرين بالتمام أعلنت وزارة الطوارئ الروسية فتح تحقيق في ملابسات تحطم طائرة شمال موسكو والتي كان مؤسس شركة "فاجنر" "يفجيني بريجوجين" على قائمة ركابها، وكشفت مصادر روسية أنه تم التعرف على جثة زعيم مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في المشرحة، وذلك بعد ساعات من تأكيد تحطم طائرة خاصة كان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد فاجنر ومؤسسها.

ونقلت وسائل إعلام عن تلك المصادر قولها إنه تم كذلك التعرف على جثة دميتري أوتكين مؤسس المجموعة العسكرية الخاصة ومساعد بريجوجين من خلال علامات الطول ورسوم الوشم، ولكنها أشارت إلى صعوبة التعرف البصرى على جثث ضحايا حادث تحطم طائرة بريجوجين وذلك "لتشوهاتها الشديدة" الناجمة عن النيران والتفجير، في الوقت الذي أكد في خبراء بأن بريجوجين من بين الضحايا على أن يتم تحديد الأمر بدقة عبر فحص الحمض النووى.

وجاء الحادث بعد أيام فقط من نشر "بريجوجين" مقطع فيديو جديدًا على "تليجرام" يعلن فيه أن قوة المرتزقة الروسية التابعة لمجموعة فاجنر ستجعل روسيا "أكبر" وأفريقيا "أكثر حرية".

وفي أعقب الحادث قالت الولايات المتحدة انها لم تتفاجأ بمقتل مؤسس "فاجنر" مشيرة الى ما تزعم من أن سياسة بوتين التخلص من معارضيه وأنهم توقعوا أن تكون أيام "يفجيني" معدودة، وقد أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، أن هناك شكوكًا منطقية حول ظروف تحطم الطائرة التى كان على متنها قائد "فاجنر".

وسريعًا كعادته لحصار أي تحليلات خرج الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ليقدم التعازى لعائلات ضحايا حادث الطائرة التى كان على متنها مؤسس مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين، متحدثا عنه بشكل خاص.

 وقال بوتين فى تصريحات صحفية وتلفزيونية خلال لقاء مع القائم بأعمال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية دينيس بوشيلين، إنه يعرف بريجوجين منذ بداية التسعينيات، وكان "رجلا موهوبًا لكنه ارتكب أخطاءً"، و"إن مساهمة مقاتلي فاجنر في الحرب ضد ما وصفها بـ"النازية الجديدة" لن تُنسى، مضيفا "من المهم الإنتظار حتى انتهاء لجنة التحقيق في تحطم الطائرة من عملها، متعهدًا بالمضي قدما في استجلاء الحقائق حتى النهاية".

ويبقى القول أن أسئلة كثيرة ستظل عالقة، فيما طرحناه من تحليلات إبان تمرد "يفجيني بريجوجين" وقواته ثم تراجعه عن ذلك، والأهم بعد فقدان ثقة بوتين في يفجيني "من هو مهندس تحديد آلية إنهاء ملف مثل هذا من تاريخ روسيا؟".. وتحديد ملامح وأسس مرحلة يكاد القول أن نهاية الطريق لقوات "فاجنر" وكتبت تاريخ نهايتها، .. ولاشك أن يفجيني ليس إلا مجرد الخطوة الأولى.

والتدقيق مهم في عبارات قالها بوتين على مر شهور قضية فاجنر وتمردها منها  (إن "خيانة" قوات فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، "وأي أفعال تمزق وحدتنا" هي "طعنة في ظهر بلادنا وشعبنا) و(بريجوجين ارتكب أخطاء جسيمة في الحياة وحقق النتائج التي كان يرجوها).
-----------------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا